الاثنين، 24 ديسمبر 2012

مدينة جبيل





مدينة جبيل 
جبيل هي مدينة لبنانية مركز قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان. تعد من أقدم المدن المسكونة في العالم تقع على بعد 37 كيلومتر إلى الشمال من بيروت، وعلى البحر الابيض المتوسط وتعتبر من أشهر المواقع الأثرية في المنطقة ومن أقدم المدن في العالم ومن بين المواقع القليلة التي استمرّ عمرها منذ إنشائها حتى اليوم. تأسّست جبيل بداية كقرية لصيّادي السمك على التلّ المشرف على البحر جنوب غرب الموقع خلال الألف السادس قبل الميلاد، وارتقت إلى مصاف المدن أواخر الألف الرابع ق.م.، فأصبح لها شوارعها وساحاتها ومبانيها العامة وأسوارها، فأصبحت بذلك حاضرة Cité (أي مدينة عاصمة، لها شخصيتها الخاصة واستقلالها ووجودها السياسي)
اشتهرت جبيل أيضاً الأبجدية الفينيقية، التي صدرتها نحو العالم، وعلاقاتها التجارية مع مصروبصناعة السفن الفينيقية من خشب أشجار الأرز وصناعة الفخار فوق الدولاب (العجلة). صنفتها منظمة اليونسكو في 1984 موقع تراث عالمي.

منقول من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة










الجمعة، 23 نوفمبر 2012

قلعة جبيل


قلعة جبيل 


منذ حوالي 7000 سنة ،أي في غضون العصر الحجري الحديث ، أنشأت جماعات من الصيادين مستقرا لها على شاطى المتوسط ، فكان هذا المستقر بمثابة القرية البدائية التي اصبحت في ما بعد جبيل . وقد كشفت الحفريات عن بقايا هذه القرية التي تتمثل بأكواخ ذات حجرة واحدة رصفت أرضيتها بملاط من الكلس .وقد عثر في هذه الأكواخ على عدد كبير من الأدوات والأسلحة الظرانية التي تعود الى تلك الحقبة.
واستمر نمط العيش هذا في أثناء الحقبة التالية ، أي في الألف الرابع ق.م ، التي عرف الانسان فيها طرق النحاس الى جانب أدواته الحجرية ،وهي الفترة التي يطلق عليها اسم "العصر الانيوليتي". بيد ان الحفريات أظهرت نمطا جديدا من العادات الجنائزية تمثلت بدفن الموتى مع بعض متاعهم في جرار كبيرة.
وما ان حلت بدايات الألف الثالث ق.م ،حتى شهدت جبيل ازدهارا كبيرا بفضل تجارة الأخشاب التي كانت تصدرها الى انحاء المتوسط الشرقي ، ولا سيما الى مصر ،حيث كان المصريون يفتقدون الخشب اللازم لبناء سفنهم ومعابدهم ولضرورات طقوسهم الجنائزية . وكانت جبيل تحصل مقابل أخشابها على الأواني والحلى المصرية المصنوعة من الذهب والمرمر ،بالاضافة الى لفائف البردي ونسيج الكتان.
ما لبثت فترة الازدهار تلك أن انحسرت في نهايات الألف الثالث ق.م اذ تعرضت جبيل الى الغزو والحريق من قبل بعض القبائل الأمورية .وما أن تخلى القادمون الجدد عن بداوتهم واستقروا حتى اعادوا اعمار المدينة كما اعادوا التواصل التجاري مع مصر الى سابق عهده . وجدير بالذكر أن مدافن جبيل الملكية التي ابرزت الحفريات مدى ثرائها تعود بمجملها الى تلك الفترة ،مما يشير الى الازدسهار الذي حققته جبيل في ظل الحكم الأموري.
وما ان اشرف الألف الثاني على الانتهاء حتى اجتاحت المتوسط الشرقي جماعات غريبة يطلق عليها المؤرخون اسم "شعوب البحر". فاستقرت أعداد منها على سواحل بلاد كنعان الجنوبية ،ويبدو أن القادمين الجدد كانوا في اساس نشر المعارف البحرية والملاحة بين شعوب المنطقة التي اطلق عليها في ما بعد اسم فينيقيا.
كان كتبة جبيل في تلك الأثناء قد توصلوا الى اختراع نمط جديد في الكتابة من خلال اعتماد رمز لكل صوت من الأصوات ، مستبعدين الأسلوب المقطعي والرموز المسمارية أو الهيروغليفية التقليدية . فكانت أبجديتهم الصوتية النسخية بمثابة ثورة في مجال التدوين، لا سيما بعد ان اخذها عنهم الاغريق ومن بعدهم الرومان،فاصبحت بالتالي اساسا لجميع الأبجديات المعاصرة. ومن بين اقدم النصوص التي اعتمدت في كتابتها الابجدية الفينيقية الكتابة المرموقة على ناووس "احيرام" ملك جبيل الذي يعتبر بحق جوهرة المتحف الوطني في بيروت.
في غضون الألف الأول ق.م ،وعلى الرغم من الاجتياحات المتكررة التي شهدها الساحل الفينيقي على أيدي الأشوريين والبابليين والفرس،ظلت تجارة جبيل تؤمن لأهلها نوعا من الاستقرار والازدهار.وقد عثر في حفريات المدينة على بقايا تعود الى تلك الحقبة. بيد ان أبرز هذه البقايا على الاطلاق القلعة الفارسية (550 -330 ق.م)التي ما تزال جدرانها منتصبة الى جانب السور القديم ، مما يشير الى الدور الذي لعبته جبيل على خارطة النظام الدفاعي الفارسي في المتوسط الشرقي.
على اثر فتوحات الاسكندر الكبير،وفي أثناء الفترة المتأغرقة التي تلتها (330-64 ق.م)،تأغرقت جبيل كما تأغرقت سائر مدن المنطقة،وأصبحت اللغة والثقافة الاغريقيتين مثلا تحتذي بها طبقات المجتمع العليا ،وذلك حتى ما بعد سيطرة الرومان عليها.

منقول